مَيتم حُبِّنا

تعليق واحد2:56 ص, بواسطة المحروسة

كم هو مؤلم إحساس الفقد الذي ينتاب المرء حين يسأله الناس ببراءة عن فقيد عزيز لم يعرفوا بعد أنه قد رحل عن عالمنا.. أعتقد أن هذا هو بالضبط ما يشعر به كثير من الأزواج والزوجات حين يُسأل ببراءة "إيه يا عم الكرش ده! شكل المدام بتحبك قوي؟" أو "ما شاء الله جوزك مش بيفارقك لحظة, شكله بيغير عليكي وبيحبك قوي؟", البعض يرى بروز كرش الرجل دليل عناية زوجته وحبها.. ويرون ملاصقة الرجل لزوجته في كل مكان حبا وغيرة محمودة.. لا يعلم هؤلاء مدى قسوة هذا السؤال على من فقد هذا الحب ربما لتوه وربما منذ سنوات. ولهذا ومنعا للحرج أقترح على كل زوجين فقدا حبهما أن يقيما مأتما يعلنان فيه موت هذا الحب, وأنهما إنما يستمران في الحياة سويا لأسباب براجماتيه بحتة.
سرادق فخم مزين بقلوب محطمة وشموع سوداء والأهل والأقارب في حالة ذهول  والبكاء يملأ الأرجاء.. وتتوافد حشود المعزيين "والله لسه عارفين الخبر حالا.. أول ما عرفنا جينا على طول.." و "البقاء لله يا حبيبتي" و"تعيشي وتحبي يا روحي."
ثم يأتي سؤال المآتم الأشهر "هو المرحوم مات ازاي؟" وبالرغم من كرهي لهذا السؤال في حالة البشر إلا أنه في حالة الحب سؤال ثري جدا يستحق التأمل في إجاباته..
"والله هو كان كويس ومبسوط ومش باين عليه حاجة أبدا وفجأة كلامه قل كده وبقى دبلان ومطفي وبعدين سكت خالص وخد جنب لحد ما مات."
أو "والله هو حادث مؤسف جوزي كان بيحاول يقتل طموحي فا طموحي قاوم بشدة فالطلقة جت غلط في حبنا ومات."
أو "مش عارف.. أنا حاسس انه عمره ما كان موجود أساسا.. مش فاكر ملامحه حتى."
أو "منها لله الثورة هي اللي قتلته.. الهانم فضلت حب الوطن على حبنا وسابته ونزلت المظاهرات.. قام حبنا انتحر."
أيا كان شكل المأتم ونوعية الأسئلة.. أراهن أنه سيوفر على صاحبيه عناء الرد على العديد من الأسئلة المؤلمة وعناء التظاهر وربما عناء الاستمرار في زواج بلا حب.


وربما.. فقط ربما يخرج من هذا المأتم زوجان وهما يفكران في حبهما وكيف يجنباه مصير الفقيد الذي شيعوه لتوهم.

تعديل الرسالة…

تعليق واحد على { مَيتم حُبِّنا }

الصقر الجارح يقول...
12 يناير 2012 في 1:01 م [حذف]

راااائعة هذة القصةوالجزئية بتاعة الثورة والمظاهرات حصلت مع واحد صحبي بس هو كان مهتم فعلاً بيها وحبها وكان نفسة يرتقي بها وهي كانت ذو عقل معندهاش طموح حتي انها تكمل تعليمها ومكنش التعليم المشكلة الاساسية... هي كانت اي حد يتدخل فيما بينهمنا بكل حرية ويوجهها كمان دة في حد ذاتة مهين لشخصة ...بس فعلا قصة معبرة عن اللي كاتبها واد اية المحروسة طموحها مبني علي مبداء مش مجرد طموح للطموح... لا فعلا طموح لمبداء .بحييك.

هل تريد التعليق على التدوينة ؟