بتاعي أكبر من بتاعك

تعليقان9:06 م, بواسطة المحروسة


سعادتي بقدرتنا على الحشد ضد نظام الإخوان الفاشل لا توصف, سعادة تكاد تكون طفولية, ذكرتني بطفلة صغيرة شعرت بسعادة بالغة عندما درست أن بحيرة المنزلة هي أكبر بحيرة طبيعية في شمال مصر, لا تتخيلوا كم شعرت بالفخر لهذه المعلومة! بحيرة المنزلة التي تطل عليها محافظتي بورسعيد هي الأكبر, نحن بلا شك الأروع بين كل المحافظات "بحيرتي أكبر من بحيرتك نانا ناناااا".

كان حظي أقل في مسابقات طول الأقلام الرصاص, فقد كنت طفلة تحب الكتابة والرسم وبالتالي كان قلمي دائما هو الأقصر, ورغم أني اليوم أدرك أن ذلك كان لتفوقي إلا أنه حينها كان قصر قلمي هزيمة ولا أسوأ, دعوني أخبركم عن معاناتي مع مساحة مصر على الخريطة, كيف لا تكون مصر هي الأكبر مساحة في العالم العربي؟! كنت أمضي الأيام والليالي أنظر لمصر على الخريطة بأسى 
مسائلة نفسي: "كيف أضيف لمحبوبتي مصر مساحة تجعلها الأكبر؟" , استمرت غيرتي على مصر حتى درست خارطة أوروبا ووجدت دولا تسبقنا بأشواط ومساحاتها أقل من مساحة مصر, يومها بدأت أعي أن النجاح لا يقاس بالمتر.

المشهد السعيد في شوارع مصر مشهد غير ديمقراطي بالمرة, فالديمقراطيات الراسخة لا تقرر مصيرها بالحشد في الشوارع, الديمقراطيات لديها آليات واضحة ومحددة وفعالة لتقرير المصير, لديها دساتير محترمة ومجالس نيابية منتخبة بنزاهة تجعلها لا تخشى رقابة  سواء كانت محلية أو دولية, لديهم دولة مؤسسات وقضاء مستقل وأجهزة شرطة تعرف دورها وتلتزم به.

ما نراه في شوارعنا ليس ذروة الديمقراطية كما يطنطن البعض, ما نراه هو مولد الديمقراطية, والولادة حدث مبهج واحتفالي ومؤلم كل في آن واحد, القدرة على الحشد لا يجب أن تكون سبيلنا لتقرير المصير, هي فقط مرحلة طفولة ديمقراطية لازمة وضروية أتمنى أن نشب عن طوقها في أقرب فرصة.

وإلى ذلك الحين .. انزلوا إلى الشوارع واحتفلوا بمولد ديمقراطيتكم الراسخة بإذن الله :))

تعديل الرسالة…

تعليقان على { بتاعي أكبر من بتاعك }

الازهرى يقول...
2 يوليو 2013 في 12:31 ص [حذف]

إنها ألم الولادة
وقريبا نفرح بصرخة الوليد

تحياتى دوما

Ahmed Afifi يقول...
2 يوليو 2013 في 12:32 ص [حذف]

ممتاز

هل تريد التعليق على التدوينة ؟